الاثنين، 6 أكتوبر 2008

العظمة تابى إلا أن تعلن عن نفسها ..

"ما أحسنُ بيتٍ أعجبك في الشعر العربي؟"
السائل: أحدُ أعضاء لجنة الامتحان النِّهائي في دار العلوم في مصر.
الوقت: عشرينيات القرن الماضي.
المادة: اللغة العربية، والامتحان شفوي، هذا أيام كان هناك علم!
المسؤول: الطالب حسن البنا.
أجاب الطالب: "أحسنُ بيتٍ أعجبني قولُ طَرَفَةَ بنِ العبد في مُعلّـقـته:
إذا القومُ قالوا مَن فتى خِلتُ
أنَّني عُنيتُ فلم أَكْسَل ولم أتبلَّدِ
سُـرَّ الشيخُ السائلُ بالجواب، وعرف أنَّ هذا الطالب سيُضيف شيئاً للحياة. وقال له: "قُم يا فتى...هذا سؤال يُسأل للنابهين من الطلبة في كلِّ عام هنا، وفي الأزهر، فلم يُجب أحـدٌ بمثل ما أجبتَ إلا الشيخ محمد عبده، إنَّني أتنبأ لك بمستقبلٍ عظيم".
وبعد سنوات، صار الطالبُ: شيخاً، أسّس الشيخُ حسن البنا جماعةَ الإخوان المسلمين.
وبعد سنوات أخرى صارُ الشيخُ: إماماً، أصبح الإمامُ حسنُ البنا وجماعته ملءَ السمعِ والبصر !ورحم اللهُ الإمام.
وهكذا... فالعظمةُ تأبى إلاَّ أنْ تُعْلِن عن نفسها، ويأبى ما في النفس إلا أن يَظهر على فلـتات اللسان، إنْ خيراً وإنْ شراً.
إنَّ النَّفس الأبية إذا سمعت صيحةً لا تقفُ لتسأل، من ينادي؟ ومن المَدعو؟ بل تطيرُ إلى الصوت وفي حِسِّها أنها المعنيَّة لا غيرها! وكأنَّه لم يسمع الصوتَ أحدٌ إلا هي، وكأنَّه ما على الأرض أحدٌ إلا هي!
روى البخاريُّ رحمهُ اللهُ عن أنس رضي الله عنه قال: "... فَـزِع أهلُ المدينة ذات ليلةٍ، فانطلق ناسٌ قِـبَـلَ الصوتِ، فـتلقاهم رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم "راجعاً وقـد سبقهم إلى الصوت"... وهو يقول: "لم تُراعوا، لم تُراعوا "الحديث" (البخاري / الجهاد / 82 وفي غيره، ورواه غيره).

بقلم/إبراهيم العسعس

هناك تعليقان (2):

السهم يقول...

و آراك يا صاحبي عظمة ..

المدونة الإسلامية يقول...

جزاك الله خيراً ..